ثم ياتي شوشة على ذكر الشاعر التونسي أبي القاسم الشابي وقصيدته الشهيرة التي جذبت الأنظار لها عند نشرها في مجلة أبولو بالقاهرة، وذلك نظراً للغة الشعرية الجديدة، والتناول الجديد لتجربة الحب في الشعر العربي الحديث، وذلك في إطار من الخيال والصور الشعرية الأخاذة الفاتنة، والتي رسم فيها الشابي حبيبته كائناً سماوياً يفيض رقة وطهراً وشفافية.
عـذبة أنـت كـالطفولة iiكالأحلام
كـالـحن كـالـصباح iiالـجـديد
كالسَّماء الضَّحُوكِ كاللَّيلَةِ iiالقمراءِ
كـالـوردِ كـابـتسامِ iiالـولـيدِ
يـا لـها مِـنْ وَداعـةٍ iiوجـمالٍ
وشَــبـابٍ مُـنـعَّـمٍ iiأُمْـلُـودِ
يـا لها من طهارةٍ تبعثُ iiالتَّقديسَ
فــي مـهـجَةِ الـشَّقيِّ الـعنيدِ
يـا لـها رقَّـةً تَـكادُ يَرفُّ الوَرْدُ
مـنها فـي الـصَّخْرَةِ iiالـجُلْمودِ
أَيُّ شـيءٍ تُـراكِ هلْ أَنْتِ iiفينيسُ
تَـهادتْ بَـيْنَ الـوَرَى مِنْ iiجديدِ
لـتُعيدَ الـشَّبابَ والفرحَ iiالمعسولَ
لـلـعـالمِ الـتَّـعيسِ iiالـعـميدِ
أَم ملاكُ الفردوس جاءَ إلى الأَرضِ
لـيُـحيي روحَ الـسَّلامِ iiالـعهيدِ
ويختتم شوشة كتابه بقصيدة عاطفية الشاعر محمود حسن إسماعيل جاءت بعنوان "أقبلي كالصلاة" من ديوان "هكذا أغني" قال فيها:
أقـبلي كـالصلاة رقـرقها iiالنسك
بـــمــحــراب عـــابـــد iiمــتــبـتـل
أقــبـلـي أيــــة مـــن الله عـلـيـنا
زفــهـا لـلـوجـود وحـــيُ مُــنـزَل
أقـبـلي كـالجراح طـمأي وكـأس
الـحب ثـكلي والشعر ناي معطل
أنــت لـحـنُ عـلي فـمي iiعـبقري
وأنــــا فـــي حــدائـق الله iiبـلـبـل
أقـبـلي قـبل أن تـميل بـنا الـريح
ويــهـوي بــنـا الـفـناء iiالـمـعجل
زورقي في الوجود حيران شاك
مـثـقـل بــاسـي شــريـد iiمـضـلـل
أزعـجته الـرياح واغـتاله iiالليل
بـجـنـح مـــن الـديـاجـير iiمـسـبل